بقلم: الدكتور/ عبداللطيف العزعزي – مستشار إداري وريادة الأعمال

تاريخ النشر: 19/8/2022 – الإمارات

في كل يوم يتأخذ الإنسان فيها مجموعة قرارات حول ماذا يأكل وماذا يلبس وأين يذهب وفي من يتصل وتستمر قراراته وفقاً لأهداف يومه ودرجة أهميتها ودوره فيها ومن يرتبط بها معه وما إلى ذلك. فالقرار كما يذكره المختصون هو عملية الاختيار بين مجموعة من البدائل والطرائق والسلوك والخيارات المختلفة لتحقيق هدف واحد أو عدة أهداف، وهو عملية عقلانية تتبلور في الاختيار بين بدائل متعددة ذات مواصفات تتناسب مع الإمكانات المتاحة والأهداف المطلوبة والقدرات وغيرها. أما صناعة القرار: يعني وجود منهج يرتكز على مرجعية محددة، ويعتمد على الدراسة والتحليل. ويذكر المختصون أن اتخاذ القرار هو رد فعل يتم القيام به استجابة للأزمات والحالات الطارئة بدون منهجية.

خصائص عملية صنع القرار:

يرى كل من سيمون وھوي وميسكل (Hoy & Miskel) أن عملية صنع القرار تتمتع بخصائص ھي:

  • تمثل سلسلة من الأحداث التي تشمل على تحديد وتشخيص مشكلة ومن ثم التطور العاكس لحظة تخفيف حدتھا، والمبادأة بالخطة، باعتبار أن الصفة المميزة لھذه العملية ھي طبيعتھا الدورية.
  • إن الإدارة تعني إجراء عملية صنع القرار بواسطة فرد أو فريق في إطار تنظيمي.
  • إن العقلانية والمنطقية التامة في عملية صنع القرار عملية غير واقعية.
  • الوظيفة الأكثر أھمية للإدارة ھي تزويد المرؤوسين بالبيئة الداخلية الملائمة للقرار، كي يكون متوافقاً ومنطقياً ومعقولاً من المنظور الشخصي والتنظيمي.
  • هي نمط عام للسلوك الإداري العلمي في كل مجالات العمل الوظيفي، فإذا كان لابد من صنع و تنفيذ القرارات بطريقة منطقية ورشيدة فإن العملية الدورية لصنع القرار ستكون أساسية ليس فقط في كل مهمة من هذه المهام ولكن في أوسع المناطق الوظيفية للإدارة.
  • إن العمليات التي تتضمنها مراحل وخطوات اتخاذ القرار تتم في كافة أنواع المنظمات، ولكنها تتفاوت في درجة تعقيدها.

أهمية اتخاذ القرارات:

توجد أهمية كبيرة اتخاذ القرار في أمور حياتنا الخاصة والعامة وفي مجال المؤسسات والشركات، وهناك عدة أمور تبين هذه الأهمية منها ما يلي:

  • أنها محور العملية الإدارية فهي عملية متداخلة في جميع وظائف الإدارة ونشاطاتها فعندما تمارس الإدارة وظيفة التخطيط فإنها تتخذ قرارات معينة في كل مرحلة من مراحل وضع الخطة سواء عند وضع الهدف أو رسم السياسات أو إعداد البرامج أو تحديد الموارد الملائمة أو اختيار أفضل الطرق والأساليب لتشغيلها، وعندما تضع الإدارة التنظيم الملائم لمهامها المختلفة وأنشطتها المتعددة فإنها تتخذ قرارات بشأن الهيكل التنظيمي ونوعه وحجمه.
  • أداة المدير في عمله، وهي التي بواسطتها يمارس العمل الإداري حيث يقرر ما يجب عمله ومن يقوم به ومتى يتم القيام به.
  • أنها أسس تقسيم الإدارات والأقسام والأفراد الذين تحتاج لهم للقيام بالأعمال المختلفة ونطاق الإشراف المناسب وخطوط السلطة والمسؤولية والاتصال. فالمدير يتخذ مجموعة من القرارات سواء عند توجيه مرؤوسيه وتنسيق مجهوداتهم أو استثارة دوافعهم وتحفيزهم على الأداء الجيد أو حل مشكلاتهم وعندما تؤدي الإدارة وظيفة الرقابة فإنها أيضاً تتخذ قرارات بشأن تحديد المعايير الملائمة لقياس نتائج الأعمال والتعديلات التي سوف تجريها على الخطة والعمل على تصحيح الأخطاء إن وجدت.
  • وهكذا تجري عملية اتخاذ القرارات في دورة مستمرة مع استمرار العملية الإدارية نفسها.

خطوات عملية اتخاذ القرار:

يرى سيمون (Simon) أن عملية اتخاذ القرار تمر بخطوات أربع هي:

  1. مرحلة البحث والاستطلاع (Intelligence): وهي عملية يتم فيها البحث وتحديد المواقف التي تتطلب اتخاذ القرار، أي تحديد الحاجة لاتخاذ القرار.
  2. مرحلة التصميم (Design): هي المرحلة التي يتم بها البحث عن بدائل مختلفة للعمل لمواجهة هذه المواقف.
  3. مرحلة الاختيار (Choice): يتم في هذه المرحلة اختيار بديل معين من بدائل العمل التي تم تحديدها في المرحلة السابقة.
  4. مرحلة التنفيذ (Implementation): وهي مرحلة يتم فيها تنفيذ البدائل المختارة، والتفيذ في هذه المرحلة يتطلب تعاون الآخرين ومتابعة التنفيذ ومراقبته للتأكد من سلامة التنفيذ وصحة القرار.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *