بقلم: سلطان سعيد النعيمي

التاريخ: 7/6/2023

الفساد ليس فقط مرتبط بأفعال المسؤول الكبير وليست مرتبط بسرقة المال العام أو بالرشاوي.

هناك أيضا فساد خفي لكنه مثل الرمة ينخر في أساسات المجتمعات حتى يعتاد عليه الناس ويصبح الفساد عادة يومية وسلوك يمارسه أفراد المجتمع وانتقل للأسف من تصرف أو سلوك كريه إلى سلوك مقبول أو حتى نزيه.

مثال على ذلك ما اعتاد عليه الناس من حضور وانصراف في العمل وما بينهما من فساد من عدم الالتزام بساعات العمل والتعلل بأن الجميع يفعل ذلك وقولهم (حتى المسؤول يفعل ذلك) علينا أن لا نبرر الفساد بمبررات فاسدة مثل تأجيل الأعمال أو المعاملات التي يحتاج لها الناس لاستكمال أعمالهم ويضعها الفاسد في درج مكتبه بسبب أنه غير مبالي وجل اهتمامه شؤون أخرى شخصية أو أنه متكاسل عن إنجازها بسبب عدم الاكتراث أو الاهتمام أو بين قوسين الفساد، مثل الشخصنة والتعامل مع الأفراد والمراجعين بأسلوب غير عادل، فمرة يطبق القانون وتارة يراعي ويحابي ويجامل وينظر إلى روح القانون وكل ذلك بدوافع شخصية سوى كانت مصالح أو علاقات فاسده.

مثل التعمد على إخفاء معلومات أو احصائيات أو حتى حذفها بحجه أنها تخصني أنا فقط وأنها عملي أو أحياناً نفقد هذه المعلومات بسبب الإهمال المتعمد مما يعطل المصالح العامة أو مصالح المراجعين.

مثل التنمر والتحرش وذلك باستغلال السلطة الوظيفية أو سلطة المنصب واستغلال حاجة المراجعين أو فريق العمل وهذا من أقبح الفساد.

مثل نشر الغيبة والنميمة وجعل محيط العمل بيئة غير صحية وإذا كان هذا السلوك من الموظفين مصيبة فإنه حينما يكون هذا التصرف من قبل المدير فالمصيبة أعظم.

وفي الختام   قمة الفساد أن تعلم وتدرك الإدارة العليا أن لديها مديراً فاسداً وجاهلاً وغير عادل وعليه ملاحظات كثيرة وتتركه هذه الإدارة سيفاً مسلطاً على رقاب الناس يفعل ما يريد ويمارس فساده وسلوكه وجهله، والأسوأ من فساده هو تصديق الإدارة العليا على تقييماته وآرائه على الموظفين وأخذ قرارات بناء على ما يقوله (المدير الفاسد) فهذا هو قمة الفساد.

تذكر أن الفساد سلوك غير قويم في كل نواحي الحياة وليس فقط في الإدارة.

ومضه “الأخذ بيد الفاسد ومنعه من الفساد إصلاح للمجتمع”

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *