بقلم: الدكتور حامد النيادي

التاريخ: 05/07/2023

مفهوم الإدارة الحديثة هي أسلوب يقوم على إدارة وتوجيه الموارد بشرية والمادية وتنظيمها في بنيات أو هيكليات ديناميكية لبلوغ نتائج وأهداف مشتركة ترضي المستفيدين من تحقيقها وتؤمن للعاملين فيها الشعور بسعادة المنفذ بإتقان.

وأيضاً تعرف على أنها مجموعة من المبادئ والممارسات التي يتم استخدامها لإدارة المنظمات بفعالية في القرن الحادي والعشرين. يعتمد على فكرة أن المنظمات هي أنظمة معقدة تتطلب مجموعة متنوعة من المهارات ووجهات النظر لتكون ناجحة. تؤكد نظريات الإدارة الحديثة على أهمية مشاركة الموظف والابتكار والتخطيط الاستراتيجي.

تاريخ الإدارة الحديثة:

يمكن إرجاع تاريخ الإدارة الحديثة إلى أوائل القرن العشرين. تم تطوير أول نظريات الإدارة الحديثة من قبل فريدريك تايلور وهنري فايول. ركزت نظرية تايلور للإدارة العلمية على تحسين الكفاءة من خلال استخدام دراسات الوقت والحركة. ركزت نظرية الإدارة الإدارية لـ Fayol على وظائف الإدارة، مثل التخطيط والتنظيم والتوظيف والتوجيه والرقابة.

في منتصف القرن العشرين، بدأت نظريات الإدارة الحديثة في التركيز أكثر على العنصر البشري للمنظمات. أظهرت دراسات هوثورن التي أجراها إلتون مايو وزملائه، أن معنويات الموظفين وإنتاجيتهم تتأثر بالعوامل الاجتماعية، مثل الطريقة التي عومل بها مديروهم. أدى ذلك إلى تطوير نظرية العلاقات الإنسانية، والتي تؤكد على أهمية تحفيز الموظفين ورضاهم.

في أواخر القرن العشرين، بدأت نظريات الإدارة الحديثة في دمج أفكار جديدة من مجالات علم النفس وعلم الاجتماع والاقتصاد. أدى ذلك إلى تطوير نظرية الطوارئ، التي تجادل بأنه لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع للإدارة، بدلاً من ذلك يعتمد أفضل نهج للإدارة على الظروف المحددة للمنظمة.

مبادئ الإدارة الحديثة:

هناك عدد من المبادئ الأساسية التي تعتبر مركزية للإدارة الحديثة، هذه المبادئ تشمل ما يلي:

  • مشاركة الموظف: يدرك المديرون المعاصرون أن الموظفين المنخرطين أكثر إنتاجية وأكثر عرضة للبقاء مع المنظمة. يستخدمون مجموعة متنوعة من الأساليب لإشراك الموظفين، مثل توفير فرص للنمو والتنمية، وخلق بيئة عمل إيجابية، وإعطاء الموظفين صوتاً في صنع القرار.
  • الابتكار: يدرك المديرون المعاصرون أن الابتكار ضروري للنجاح في بيئة اليوم التنافسية. إنهم يخلقون بيئة تشجع على الإبداع والمخاطرة، ويزودون الموظفين بالموارد التي يحتاجون إليها للابتكار.
  • التخطيط الاستراتيجي: يدرك المديرون المعاصرون أهمية وجود رؤية واضحة للمستقبل وخطة لكيفية تحقيق تلك الرؤية. إنهم يطورون خططاً إستراتيجية تتماشى مع أهداف المنظمة وغاياتها، ويقومون بمراجعة وتحديث هذه الخطط بانتظام حسب الحاجة.

الإدارة الحديثة مجال معقد ودائم التطور ومع ذلك، فإن المبادئ الموضحة أعلاه توفر أساساً للإدارة الفعالة في القرن الحادي والعشرين، باتباع هذه المبادئ، يمكن للمديرين إنشاء مؤسسات منتجة ومبتكرة وناجحة.

الفوائد الإضافية للإدارة الحديثة:

إضافة إلى الفوائد المذكورة أعلاه، يمكن أن تؤدي الإدارة الحديثة أيضاً إلى عدد من الفوائد الأخرى للمؤسسات، بما في ذلك:

  • خدمة عملاء محسّنة: عندما يتفاعل الموظفون ويتحمسوا، فمن الأرجح أن يقدموا خدمة عملاء ممتازة.
  • انخفاض التكاليف: يمكن لتقنيات الإدارة الحديثة أن تساعد المؤسسات على تقليل التكاليف عن طريق تبسيط العمليات وتحسين الكفاءة.
  • زيادة الربحية: من خلال زيادة الإنتاجية وخفض التكاليف، يمكن للإدارة الحديثة أن تساعد المؤسسات على زيادة ربحيتها.

من هذا المنطلق أصبحت الدول تهتم بدراسة الأساليب الحديثة للإدارة لما لها من أثر هام على عملية تطوير الجهاز الإداري وتحقيق النهضة الاقتصادية والتنموية، وقد شهدت الآونة الأخيرة تطور غير مسبوق في مجال تكنولوجيا المعلومات، مما أدى إلى ظهور أدوات إدارية جديدة يکثر فيها الاعتماد على الوسائل التكنولوجية الحديثة، وتهدف إلى الارتقاء بمستوى العاملين بالجهاز الإداري ومواكبة احتياجات المجتمع.

وتسعى الحكومات إلى وضع خطط تنموية حديثة تهدف إلى التخفيف من القيود البيروقراطية، وتسهيل تقديم الخدمات العامة للمواطنين، وتدريب العامليين المدنيين لتحسين أدائهم وفقا لأحدث الوسائل المستخدمة عالمياً.

توجد عدة طرائق في الإدارة الحديثة وتطوير عملية اتخاذ القرار، والهياكل التنظيمية، وتعتبر التقنية مساعدات للتحسين المستمر في العملية الإدارية، مع البحث عن تطبيق أفضل الممارسات، ومن أهم تلك الطرائق:

  • إدارة محدّدة لوتيرة العمل.
  • إدارة مسيطرة.
  • إدارة تشاركية.
  • إدارة موجهة.
  • شبكة إدارية.

بالنظر إلى التغيرات والتطورات العلمية والتكنولوجية وخاصة ما تعلق منها بتكنولوجيا المعلومات والاتصال، والاتجاهات الاقتصادية المبنية على المعرفة، أصبح يعرف الفكر الإداري اتجاهات وتطورات جديدة مواكبة ومسايرة لتلك التغيرات والتطورات العلمية والتكنولوجية، والتي ظهرت في شكل أفكار ونماذج فكرية تعبر عن تطور الفكر الإداري.

نتيجة لذلك أصبح الإبداع والابتكار والمنتجات الفكرية بصفة عامة لها أهمية وضرورية، إلى الحد الذي أظهر نمط حياة جديد يرتكز بالأساس على المعلومات والمعارف لدعم عملية التحول نحو الإدارة المستقبلية وتطوير النظم الحديثة للقيادة.

 إن من  أهم المفاهيم والنماذج الإدارية المعاصرة التي تعبر عن مدى تطور الفكر الإداري، في محاولة للإحاطة بخصائص هذا الفكر المعاصر، مع التطور المستمر في إنتاج التكنولوجيا والتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، ما يلي:.

  1. أساليب وأنماط القيادة الحديثة، مثال (القيادة التشاركية، القيادة الناعمة).
  2. دور المدراء الجدد في عصر التحول الرقمي، وكيفية التمكين الإداري في عصر التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.
  3. ما هي عناصر العملية الإدارية في العصر الرقمي، ودور التحول الرقمي في الإدارة،  وكيفية التحول نحو الإدارة الرقمية في المؤسسات الحكومية.
  4. نهج العلاقات الإنسانية في التحول الإداري.
  5. المرونة التنظيمية: قدرة الإدارة على الاستجابة لمختلف المتغيرات.
  6. الإدارة الإستراتيجية: دور الإدارة الاستراتيجية للتحول الرقمي، وعملية رسم الاتجاه المستقبلي للإدارة والعلاقة مع عناصر البيئة الداخلية والخارجية والتخطيط الإستراتيجي مثلاً.
  7. التفكير الإداري الابتكاري: تطوير عملية الطلاقة الفكرية المرونة التلقائية القدرة على التجديد والإبداع.
  8. الإدارة الحديثة في مجال التنمية والموارد البشرية، وإدارة المواهب ورأس المال البشري، بمفاهيم حديثة.
  9. القدرات التنافسية في مجال الإدارة الحديثة: التطبيقات الحديثة في إدارة المؤسسات ودور استراتيجيات الإدارة الحديثة والتحول الرقمي.
  10. تحسين أدوات الاتصال في المؤسسات.
  11. تطبيق نماذج الإدارة المتكاملة في المؤسسات.
  12. إدارة الصراعات والمنازعات في المؤسسات.
  13. أساليب تحسين وتقييم الأداء والإنتاجية.
  14. أفضل ممارسات تحليل البيانات في المؤسسات.
  15. أهمية إدارة المؤسسات في الأعمال التجارية.
  16. الطرق الحديثة لإدارة الوقت في المؤسسات.
  17. ما هي فوائد حفظ الملفات في السحابة الركامية الرقمية.
  18. دراسة تجربة حكومة (الإمارات، اليابان، سنغافورة، …الخ) كمثال لتطبيق أفضل الممارسات في مجال الإدارة الحديثة.

وتسعى الإدارة الحديثة في ظل التطورات التكنولوجية والمنافسات إلى رفع مستوى أدائها من أجل تحقيق التميز المطلوب لمواجهة تحديات البقاء والنمو من خلال العمل على الاستغلال الأمثل لمواردها المتاحة المادية منها والبشرية ومن أهم سمات الإدارة الحديثة ما يلي:

  • تولي اهتماماً كبيراً للتعليم والتدريب.
  • تهتم بالعلاقات الإنسانية.
  • تركز على الجودة الإنسانية.
  • تستثمر فـي البحوث والتطوير باعتبارهما الأداة الحقيقية لتنمية وتطوير التكنولوجيا.
  • تتبنى مفهوم الابتكار والخلق وتهيئ المناخ التنظيمي الملائم للإبداع والمشاركة الفعالة للعاملين.

وفي النهاية فإن الإدارة الحديثة هي أداة قيمة للمنظمات التي تريد أن تكون ناجحة في القرن الحادي والعشرون بإتباع مبادئ الإدارة الحديثة، ويمكن للمنظمات تحسين إنتاجيتها وابتكارها وربحيتها باستخدام التكنلوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي كأدوات مساعدة.

Bottom of Form

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *