بقلم: محمد شامس النعيمي – الإمارات.

تاريخ: 25/05/2023

الإدارة هل هي علم أو فن؟ والمدير هل يُصنع أم يُولد؟، تلك التساؤلات أثارت اهتمام الباحثين والنقاد والمهتمين بشؤون الإدارة في فترة من الفترات.

دارت كثير من الحوارات والمناقشات حتى تم التثبت من الإدارة علم أو فن. يقال فن؛ لأن الكثير من الحضارات وأعظمها على الإطلاق الحضارة الإسلامية من شهدت تطبيق تجارب ونماذج في النشاط الإداري في عهد الدولة الإسلامية الأولى على الرغم من أن المطبقين لم يحصلوا على شهادات في الإدارة أو في غيرها.

وقيل علم؛ لأن النظريات الحديثة في الإدارة قد أثبتت نجاحها في الكثير من المؤسسات والدول في عصرنا الحالي، وأيضاً فإن اتباع الأسلوب العلمي في التعامل مع المشكلات والظواهر الإدارية أثبتت جدواه في العديد من الأماكن والأوقات. أيضاً توصل الباحثون والمهتمون بشؤون الإدارة إلى أن المدير يولد ويصنع في ذات الوقت. يولد لأن هناك سمات شخصية تميز الإنسان عن الآخرين وتضعه في موضع القيادة، سمات توارثها من آبائه وأجداده، ويصنع؛ لأن السمات الشخصية وحدها لا تكفي إذا لم تدعم بمهارات وقدرات وعلوم الإدارة.

مما تم ذكره آنفاً، فإن الإدارة فن وعلم، وطالما أن الإدارة علم وفن، وأن المدير يولد ويصنع، إذاً هناك عوامل في صناعة المدير يصعب السيطرة عليها، وعوامل يسهل السيطرة عليها سوف نشرها بشكل مختصر وبسيط كما يلي:

– ما يصعب السيطرة عليه يتعلق بالموهبة الشخصية التي تثري إمكانات المدير وترفع بقدرته على احتراف الإدارة.

– ما يسهل السيطرة عليه يتعلق بالجرعات العلمية الواجب ضخها في فئة من الناس يتوقع أن تحمل لواء الإدارة في العديد من المجالات.

من خلال هذا التصور نستطيع أن نستنتج أن هناك عدة جهات ينبغي أن تتحمل مسؤولية صناعة المدير سوف نقوم بشرحها بشكل مفصل وهي كالآتي:

– الأسرة: تصنع المدير عندما يتم تربية الأولاد أو الأبناء على قيم التفاعل مع الآخرين والحرية في التعبير عن وجهة النظر، والتوسع في نقاش القضايا التي تهمهم، والثقة في النفس وتجنب الخوف والتردد.

– المدرسة: تصنع المدير عندما تعلم تلاميذها كيفية الاعتماد على النفس في أداء الواجبات والمهام، وتعلمهم كيفية التعبير عن آرائهم بطريقة تؤثر على الآخرين، وتعلمهم قيادة الفريق والأنشطة والتفاعلات داخل المدرسة.

– الجامعة: تصنع المدير عندما تعلم طلابها معنى القيادة وكيفية التحلي بسماتها، وعندما تعلمهم كيفية اتخاذ القرارات، وعندما تعلمهم كيفية التخطيط السليم والمجدي، والتنظيم، والتوجيه، والرقابة.

– المؤسسة: تصنع المدير عندما تنشر مفهوم التفويض بين مديريها وموظفيها، وعندما تأخذ بمبدأ المشاركة في اتخاذ القرار، وعندما تمكن موظفيها من أداء المهام المنوطة بهم، وعندما تمنحهم الثقة في تحمل المسؤولية.

– المجتمع: يصنع المدير عندما يكون المناخ قائم على التحاور بين الأفراد، وعندما يشجع أفراده على أخذ زمام المبادرة والبحث عن حلول ذاتية لمشكلاتهم.

وأولاً وأخيراً الإنسان يصنع نفسه مديراً عندما يرى في نفسه سمات المدير وعندما يسعى بشكل مستمر إلى تطوير مهاراته وقدراته بما يفي بمتطلبات مقعد الإدارة.

1 تعليق

  • الإدارة والقيادة لابد أن يتجانسا في الفرد لكي يدير منظومة العمل المسؤول عنها، فلن تستطيع إدارة العمل وأنت تفقد روح القائد الذي يعي ما يريد وما هو الهدف الذي يراد تحقيقه، وكيف يساعد موظفيه في التركيز على الهدف المهم خلف الأداء، وهذا الأمر ليس بالسهل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *