بقلم: الدكتور/ حامد محمد النيادي – مستشار في تطوير الذات –

تاريخ النشر: 16/9/2022 – الإمارات –

تحتاج حكومة دولة الإمارات إلى أهم الركائز والعناصر المهمة في إنجاح رؤية الحكومة واستراتيجياتها المستقبلية، وبالتالي لا بد من العمل على تطوير وتأهيل  العنصر البشري الذي سيتم عن طريق اختيار ومتابعة الكفاءات الوطنية المتميزة عبر تحديث وتعديل المسارات العلمية والمهنية لأولئك المرشحين للوظائف القيادية وباستخدام النظام الإلكتروني الذكي الذي سيقوم بعرض ملخص عن خصائص ومهارات أولئك الذين وقع عليهم الاختيار. حيث تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة تطوراَ هائلاَ في كل المجالات الحيوية والاقتصادية والتنمية البشرية والتطور التكنلوجي، وتهدف رؤية الإمارات 2021 إلى أن تكون الإمارات ضمن أفضل دول العالم من حيث التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بينما ترتكز مئوية الإمارات 2071 على أربع محاور على أن تكون دولة الإمارات أفضل حكومة، أفضل تعليم، أفضل اقتصاد وأسعد شعب في العالم. ولتحقيق هذا الهدف لا بد من القيام بعدة خطوات والمرور بعدة مراحل لاختيار وتهيئة قادة المستقبل.

ومن أهم العناصر التي ستساعد على تحقيق نجاح رؤية الإمارات 2021 و 2071  هي وجود كفاءات وطنية قيادية تمتاز بمهارات معرفية وخبرات عملية تؤهلها لتحقيق العمل المنشود.

وسيتم ذلك بواسطة المرور بعدة مراحل مختلفة من حياة الفرد ونموه، وهي كما يلي:

1- المسار التربوي:

يشمل ذلك حياة الطفل منذ نشأته والاهتمام به وتغذيته على الحب والحنان والأخلاق حتى ينمو في  بيئة خصبه تجعله قادر على التعبير والإدراك والمناقشة حتى يبدأ مراحل التعليم المختلفة ليستمد قوته الفكرية والعلمية وبيان ميولاته الشخصية والفنية بحيث يستطيع أن يبدع في مجاله الأكاديمي الذي اختاره بناء على رغبته ومهاراته الحياتية.

2- المسار التعليمي:

يشمل ذلك مراحل الفرد التعليمية من مرحلة التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي وينتهي بالتعليم الجامعي. رؤيتي هنا أن يتم التعديل على نوعية التعليم وجودته بحيث يصبح الطالب أكثر مشاركة وفاعليه ويتم التركيز على ميوله ورغبته أكثر من التعليم الشمولي العام. يبدأ اكتشاف نقاط القوة والضعف في كل طالب من خلال عدة اختبارات سايكومترية تنتهي بوضع ذلك الشخص في مسار مناسب له والتركيز على ميوله وقدراته من حيث اختيار المساقات والمواد التعليمية المناسبه والتقيل من كثافة المواد الأخرى وجعل الفصل تفاعلي عن طريق أسلوب الحوار والنقاش والتفكير والتكنولوجيا ويتم إلغاء اليوم الدراسي الطويل والواجبات المنزلية التي ترهق الطالب.

3- المسار المهني:

يشمل ذلك  تدريب الطالب بعد تخرجه في المؤسسات والشركات المحلية والعالمية لمدة سنتين يكتسب فيها الخبرات العملية المختلفة بحيث يقضي فترة ست شهور في كل قسم من أقسام المؤسسة ليكتسب القدرات والخصائص الوظيفية المتعلقة بالعمل وبعد ذلك ينتقل إلى وظيفته الرسمية وتتم مراقبته خلال فترة عمله والعمل على تنمية قدراته ويتدرج في السلم الوظيفي حتى يصل إلى مستوى المدراء العموم ليكون قائداً استثنائياً قادراً على إدارة أي منظمة.

عند إعداد برامج لصناعة قادة المستقبل يجب أنْ تُراعى هذه البرامج ثلاثة جوانب أساسيّة هي:

1- الجانب النفسي: وهو ما يتعلق بالصفات والسمات الذاتيه للأفراد، والتي يجب أن تراعى في البرامج التدريبية.

2- الجانب الفني: وهو ما يتعلق بالمهارات والقدرات الذاتية للأفواد.

3-  الجانب الاجتماعي: وهو ما يتعلق بالقدرة الاتصالية مع النفس والآخرين.

أنواع التمكين:

1- التمكين التحفيزي:

لكي نحصل على القائد الاستثنائي  صاحب القرار السليم لا بد من نحفيز ذالك الفرد على القيام بوظيفته من خلال دعمه معنوياً وتشجيعيه وتحميسه وزرع الثقة مع نفسه ومرؤسيه. ولا ننسى أبداً أن نكافئه أما بالإطراء أو مادياً عندما يقوم بخطوات وأعمال إيجابيه. وأخير لا بد أن نكون سند له في خلال فترة تدريبه أو تجربته في وظيفته حتى يكتسب كل المعرفة في دورة العمل الخاصة به وجعله شخصية ذات ثقة بقرارته القادمة في مهامه المستقبيلة.

2- التمكين الاستراتيجي:

وهو يتعلق بطرح الأسئلة الجيدة عن كيفية تفكير الآخر بأمر ما وكيفية تحليله وكيفية رؤيته، وتقديم استخلاصات عما رأيت ودعوة الآخر للتفكير بالعمل أو الممارسة بطريقة مختلفة أو منظور آخر. ولا نسسي أن من أهم عمليات التمكين في هذا الشق هو دعوة الآخر للتأمل الصامت والتشخيص الذاتي.

3- التمكين المهاراتي:

وهو أن يتم تدريب الأفراد على القيام بالعمل الوظيفي وأن يقوم المتدرب بعرض ما قام به أمامك. وهذا يتم عن طريق تقسيم المهمة أو العمل إلى عدة أجزاء وأن نقوم بالتدريب عليها حتى نمكن الشخص من كل المراحل. بعد ذلك يتم مراقبة الشخص بالقيام بالمهمة وأن نقوم باعطائه التغذية الراجعه. ومن الجدير بالذكر أن من أهم عوامل نجاح الموظف بالقيام بواجباته هو أن يوجه ويدرب الفرد على تجربة أكثر من طريقة للقيام بذات المهمة، وأن نقوم بتكرار تلك التجارب على المهمات وتدريبه عليها مراراً حتى يتمكن منها تماماً.

النتائج المتوقعة:

1- أن يكون لدى كل فرد من أفراد الدراسة ملف خاص وشامل، بحيث يحتوي هذا الملف على كل الجوانب الفردية من مهارات وقدرات وأفكار ومعتقدات وتوجهات وجوانب شخصية وصحية للفرد بما يتيح تتبع تطور الفرد في هذه الجوانب.

2- حصر الحالات الخاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة أو غيرهم من ذوي الاحتياجات الفكرية أو النفسية أو الحركية وإعداد برامج جاهزة للتقويم والتطوير وتقديم العلاج لهم.

3- حصر الحالات الخاصة من الأفراد الموهوبين والمتميزين فكرياً وعلمياً وعملياً وتقديم برامج تعليمية تعزيزية مناسبة لهم.

4- حصر أعداد الأفراد القياديين القادريين على الإسهام في رفعة وتقدم دولة الإمارات العربية في جميع مجالات التطور الفكري والعلمي والاقتصادي والاجتماعي.

5- أن يكون لدينا مقاييس سايكومترية شاملة خاصة بالمجتمع الإماراتي وبصبغة وطنية.

6- إعداد الخريجيين لسوق العمل من خلال التدريب العملي.

7- تجهيز صف ثاني وثالث من المدراء والقادة.

8- تمكين الموظفين الحاليين من الإدارة والقيادة.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *