بقيم: الكابتين/ محمد شامس النعيمي – مدرب رياضي معتمد (*) –

تاريخ النشر: 16/9/2022 – الإمارات –

لقد أختلف العلماء والكتاب والمفكرين والباحثين فيما أورده كل منهم في تحديد مفهوم الإدارة أو عناصرها، مما يدل على عدم وجود اتفاق تام حولهما. وقد يكون لتنوع مناهج الإدارة تأثيراً مباشراً في اختلاف وجهات نظر العلماء في التعريف بها وتحديد مفهومها، إلا أنه يمكن القول بأنه من أهم أسباب هذا الاختلاف هو حداثة علم الإدارة بصفة عامة وحداثته في المجال الرياضي بصفة خاصة.

ومع تنوع مصادر المعرفة الإدارية بين الخبرة والممارسة لعلم الإدارة العامة أصبح من الصعب وضع تعريف محدد للإدارة الرياضية فعلى الرغم من أن عمر الإدارة كعلم زاد عن القرن، إلا أن التعريف بها ما زال موضع جدل ومناقشة، وما زال التعريف من وجهة نظر العديد من علمائها غير واضح. فمنهم من يري أنها صنع القرارات، ومنهم من يري أنها تنظيم الموارد واستخدامها لتحقيق أهداف محددة سلفاً، ومنهم من يرى أنها عملية تحقيق النتائج المرجوة عن طريق التأثير في السلوك الإنساني في نطاق بيئة مناسبة، وهناك من يرى أنها عملية تنفيذ الأعمال من خلال أشخاص آخرين أو أنها مجموعة لجهود كل أعضاء المشروع في سبيل الوصول إلى أهدافه أو إنها التنبؤ والتخطيط والتنظيم وإصدار الأوامر والتنسيق والرقابة.

فالإدارة: هي نشاط لها مضمون، ويحتوي على مكونات رئيسية ويقوم به أفراد قادرون على استخدام ما هو متاح من موارد، لتوجيه العاملين نحو أهداف محددة.

فالإدارة الرياضية: هي عملية تخطيط وتنظيم وقيادة ورقابة مجهودات أفراد المؤسسة الرياضية واستخدام جميع الموارد لتحقيق الأهداف المحددة.

الإدارة الرياضية بين العلم والفن:

نحن نرى أن الإدارة الرياضية مهنة كغيرها من المهن الأخرى تعتمد على العلم في وصف العلوم الإنسانية وذلك بين النظرية والتطبيق وهذا ما يعرف بالعلم، و مازال استخدام الفروض فيها واختبارها هو الحل الوحيد لمحاولة الوصول لمثل هذه المبادئ .أما في مجال الأداء البشري باختلاف أشكاله، فإن ما تحقق من تقدم في العلوم اعتمد على افتراض أساسي يتمثل في تنسيق النشاط البشري حتى يحقق أفضل أداء من خلال إدارة ناجحة (فن) .
نلخص مما سبق بأن الإدارة كمهنة تعتمد في تكوينها الأساسي على جانبين رئيسيين:


أولهما: الجانب العلمي الذي يستقي مبادئه وأسسه على إفادات العلوم المختلفة كالعلوم الاجتماعية والإنسانية
ثانيهما: خبرة التطبيق التي تتطلب قدرات ومهارات خاصة يطلق عليها البعض الموهبة الإدارية .

أهمية الإدارة الرياضية الحديثة:

تبرز أهمية الإدارة الرياضية الحديثة من خلال الإدارة الناجحة للموقف التنافسي في البيئة الرياضية الخاصة بالمؤسسة، فالإدارة الرياضية الحديثة ضرورية لتحقيق التوازن بين الأهداف المتعددة للمؤسسة الرياضية، وبالتالي تسعى الإدارة الرياضية لتحقيق الأهداف المشتركة للأفراد والمجموعة، كما تسعى الإدارة الرياضية الحديثة لتحقيق التوازن بين الموارد المادية والموارد البشرية.

الأداء الإداري والتنظيمي:

يعتبر حسن أداء مدير المؤسسة الرياضية (الأداء الإداري) على نفس مستوى أهمية أداء المؤسسة (الأداء التنظيمي) وكلاً من الموضوعين يعتبران من الموضوعات التي تحظى باهتمام خاص في علم الإدارة فإنه يمكن تناول الأداء الإداري التنظيمي من وجهة نظر الكفاءة والفاعلية.
الكفاءة: تعني إنجاز الأعمال بطريقة صحيحة. فالكفاءة في العمل الإداري ترتبط بالفرق بين مدخلات العمل ومخرجاته، فالمدير الكفء هو الذي يستطيع أن يحقق مخرجات أو نتائج تفوق ما استخدم من مدخلات .
الفاعلية: فهي إنجاز الأعمال الصحيحة، فالفاعلية هي القدرة على تحديد واختيار الأهداف أو الأعمال المناسبة .

ويرى بعض الخبراء الرياضيين أن عناصر الإدارة هي :
1- التخطيط:  وهو مرحلة التفكير في المستقبل والتنبؤ بالمشكلات والإمكانات والاحتياجات والاستعداد للمستقبل .
2- التنظيم: هو وضع نظام للعلاقات بين الأفراد منسقاً إدارياً الأهداف المشتركة المقررة .
3- التوجيه: إرشاد المرؤوسين أثناء تنفيذهم للأعمال ضماناً لعدم الانحراف عن تحقيق الأهداف .
4- الرقابة: التأكد من النتائج التي تحققت أو تتحقق مطابق للأهداف التي تقررت .

أساليب الإدارة الرياضية الحديثة:

تعتبر الإدارة أحد العلوم التي لها مكانة رفيعة في الدول المتقدمة، وتزداد أهميتها بازدياد الأعمال، أما الإدارة الرياضية الحديثة فهي المعرفة الدقيقة للغايات المراد من الأفراد الرياضيين تطبيقها، والتي يتم تنسيقها بالكيفية اللازمة وبأفضل الطرق والأساليب، من أجل تحقيق أهداف المؤسسة الرياضية العامة.


تمتلك الإدارة الرياضية الحديثة عدداً من الطرق والأساليب، نوضحها كما يلي:

1- تقسيم طبيعة العمل الرياضي: وهو فن تنسيق وتوزيع العمل بين الأفراد الرياضيين، وهذا يمنح الأفراد الدقة في أداء الواجبات إضافة إلى البراعة والإبداع، ما يرفع جودة الأداء العام، وبالتالي تحقيق الإنجازات والأهداف الرياضية.

2- التركيز والفهم: وتتضمن الاحترام والتطبيق والسلوك العام مع صاحب العمل الرياضي، ما يعتبر أحد أهم العناصر اللازمة من أجل تحقيق النجاح الرياضي.

3- وحدة مصدر الأوامر: إذ يجب أن يتلقى الأفراد الرياضيين سواءً لاعبين أو مدربين أوامرهم من مشرف واحد.

4- السلطة والقوة الرياضية: حيث أن منح السلطة والصلاحيات بيد الأشخاص المناسبين، هي جوهر السلطة الرياضية، فالسلطة متصلة بالأفراد الرياضيين والمناصب، كما أنه لا يمكن فصلها عن تحمل المسؤولية.

5- تنظيم قنوات الاتصال: والتي يقوم من خلالها المدير الرياضي بالتواصل مع الأفراد الرياضيين، كما يتواصل من خلالها الأفراد الرياضيون مع بعضهم البعض.

6- طرح المكافآت والحوافز للأفراد الرياضيين: إذ أن قيمة المكافآت المدفوعة للأفراد الرياضيين يجب أن تكون مرضية، وأن تتناسب مع قيمة الأفراد بالنسبة للمؤسسة الرياضية.

7- التعليمات والأوامر: حيث إن الهدف الرئيس من الأوامر هو التقيد بالمطلوب وتجنب وقوع الخسائر للمؤسسة الرياضية.

8- إخضاع الاهتمامات الفردية للاهتمامات العامة: فاهتمامات الفرد الرياضي أو مجموعة من الأفراد الرياضيين داخل العمل الرياضي، يجب ألّا تطغى على اهتمامات وأهداف المؤسسة أو المنظمة أو الفريق الرياضي.

9- روح المبادرة: حيث يجب السماح للأفراد الرياضيين بالتعبير بكل حرية عن أنفسهم وطموحاتهم وأفكارهم وآرائهم على جميع المستويات.
10- إضافة روح المرح للمجموعة: تعزيز الألفة بين الرياضيين يزيد من فرص نجاح المنظمة أو المؤسسة أو الفريق الرياضي.

عناصر الإدارة الرياضية الحديثة:

من أهم عناصر الإدارة الرياضية الحديثة: التخطيط والتنظيم والتنسيق والقيادة والرقابة والمتابعة.

صفات الإداري الناجح في المجال الرياضي الحديث:
 يجب أن يتميز الإداري الناجح في المجال الرياضي الحديث بعدد من الصفات والمؤهلات، وهي: الشمول التكامل والانفتاح على مختلف الأفكار والنظر للمستقبل.

(*)  مدرب كرة قدم معتمد من اتحاد الإمارات لكرة القدم، حاصل على شهادة (A) لايسن من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. حاصل على شهادة (B) لايسن من الاتحاد الألماني لكرة القدم.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *